أيها الأحبة:
إذا كان الباب يقرع و القارع للباب أحب حبيب إلى قلب الإنسان ,
فإن المحب يفرح بهذا القرع ويفرح بهذ اللقاء .
حدث عن أنس اللقاء وعن طول العناق للغائب المنتظر الذي إذا أقبل ابتهجت بمقدمه لأنك تحبه
وابتهجت وفرحت لما يأتي محملا به من هدايا عظيمة
إن القارع هو رمضان
هبت نسائم رمضان وها هو رمضان يقرع الباب من جديد ,
رمضان يقرع الباب في عجاله ,
بالأمس كنا نودع رمضان ,
وهانحن نقف قريبا لاستقبال هذا الشهر .
فلا إله إلا الله ما أسرع مر الأيام
وهكذا الإعمار تطوى وهن مراحل فالسعيد من تزود فيها للقاء الله
فعما قريب للدنيا نغادر و للمقابر ننقل وبأعمالنا نجزى
ثم وقفة فرحة لاستقبال هذا الشهر
إن هذا الشهر العظيم هو شهر حبيب إلى نفوس أهل الإيمان
إلى نفوس أهل التقى والصلاح
يفرح كل مؤمن صادق في إيمانه بمقدم هذا الشهر
كيف لا ؟؟
وقد خصه الله جلا و علا بنزول الذكر
بنزول النور والضياء
تلك نعمة عظيمة كبيرة من الله جلا وعلا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]،
أيها الأحبة في الله:
إن هذا الضيف العزيز على قلوبنا جميعا لايقرع بابنا إلا مرة واحدة في العام ,
الامرة واحدة في السنة فهو ضيف يأتي على اشتياق ,
و النفوس مشتاقه إليه والنفوس تتمنى لقاءه
فأكرموا ضيافته .. أكرموا ضيافة هذا الشهر العظيم .
فمن قبل أن يأتي رمضان,
من قبل أن يأتي الصيام ونحن نقول جهز نية صادقة لاستقبال هذا الشهر العظيم
هذا الشهر فيه من المزايا مالا يقدر ولايحصى
(فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
فأعد هذه النية بصدق وإخلاص مع الله عز وجل
إنك تقبل على الله وأنك ترجو لقاء الله وتريد وجه الله
أعد هذه النية فإن وافتك منيتك في أي وقت
(أطال الله أعمارنا جميعا على طاعته)
إن وافتك المنية في أي وجه فإنك تلقى الله بهذا الحسن وهذا الجمال بنية صادقة
أن نحسن فيما بقي من أعمارنا وأن نجتهد في طاعة ربنا
وإن ربنا جلا وعلا إن تكرم علينا وأطال في أعمارنا حتى نشهد هذا الشهر
ليرين الله منّا خيرا .
فأعدوا هذه النية الصادقة
تفوزوا ونسعدوا .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين